إنتهينا من الدورة الأولى من مشروع "بلازا" الذي إبتكره مركز الفنون – بمكتبة الإسكندرية – ليكون بمثابة حلقة جديدة في سلسلة صناعة الأفلام في الإسكندرية. كان الأخ فايز، مؤسس مركز الجزويت الثقافي ومسرح الجراج، قد قام بدور فارق في تاريخ الإسكندرية. وكلمة "تاريخي" ليس بها أدنى مبالغة هنا، فيمكننا أن نستشف نفس الرأي تقريبًا من المقالة التي أهدانا إياها الكاتب علاء خالد في صدر هذه المدونة. لقد كان الأخ فايز يستشرف المستقبل، فلم يكتف الرجل بتأسيس "أكاديمية" لتعليم "الحرفة"، بل أنه بعد تخرج الدفعة الأولى قام بالإعلان عن منحة لصناعة فيلم واحد روئي قصير، والتي إستفاد منها محمد رشاد وصنع "ماكسيم". فالأمر إذًا لا يقتصر على "نزوة" ما ألحت في وقت معين، بل أن الأمر كان هاجس عنده يدفعه دائمًا للإبتكار وبالتالي خلق فرص لمهتمين، قد يتحولوا إلى هواة ثم محترفين. ويكون من شأنهم أن يصنعوا – غير أعمالهم – جمهورًا لنوعية جديدة من الفنون. رحمه الله. إستمرت الرحلة في غياب الأخ فايز، وطرأ عليها تعديلات وتحويرات، وكان آخر الأحداث في هذا السياق العرض الأول لفيلم المخرج محسن عبد الغني "قرار إزالة" يوم الجمعة، ٩ أكتوبر ٢٠٠٩، بمسرح الجراج. “قرار إزالة" هو مشروع تخرج محسن عبدالغني كمخرج، لكنه كما أوضح المسئولون عن الورشة في تلك الأمسية أنه أيضًا مشروع تخرج مير تصويره كمدير تصوير (أحمد غنيمي) ومونتيرته كمونتيرة (بري معتز) إلخ. إذا فقد تغير الأمر. يمكننا أن نختلف أو نتفق حول هذا التغيير ونتكلم عن نوعية المدرسين الذين قاموا بصناعة الورشة الجديدة ونتناقش حول جدوى الحزم عندما يأت الأمر إلى كسر الموعد النهائي. ولكن لن نختلف أبدًا حول أن هناك تغيير قد حدث بالفعل، وبالتالي يمكننا رصد ما النتائج المتوقعة.
قام مركز الفنون بصناعة "بلازا"، وأتكلم هنا من موقعي كمشرف مباشر على المشروع. كاد المشروع أن يجهض في أكثر من مرحلة. لم يكن الأمر يسيرًا كما توقعت. تعرفت على الكثير من طبائع فناني "السينما المستقلة – وسط البلد – الإسكندرية – المسرح – القاهرة". هناك أيضًا الكثير من الصفات التي تأكد لي أنها أصيلة فينا ومن الصعب تغييرها. كان قد تم الإعلان عن المنحة في إطار أنه سوف يتم إنتاج خمسة أفلام بتمويل من المكتبة (أربعة آلاف جنيه كحد أقصى لكل فيلم). تطور الأمر إلى أن الناتج الآن هو إنتاج ثلاثة أفلام فقط (خمسة آلاف جنيه لكل فيلم). حدث هذا بعد أن إعتذر كل من آيتن أمين ومحمد ممدوح عن مشروعيهما لإرتباطهما بمشاريع أخرى يبدو أنها كانت أكثر أهمية بالنسبة لهما. لا يمكنني أن ألوم أي منهما عن الإعتذار ولكن يمكنني أن أسجل أن محمد ممدوح لم يكن واضحًا بالقدر الكافي حتى النهاية مما أدى إلى تعطيل المشروع إلى حد ما، وقد قام هذا بتضييع الفرصة على مخرجين آخرين كان من الممكن أن يستفيدوا. ربما هي ميزة يتسم بها الكثير منا، نقوم "بتعليق" جميع الفرص المتاحة حتى تستقر. يكون هذا ضامنًا ألا نخسر أي فرصة في نفس الوقت الذي يضمن لنا فيه أن نأخذ أفضل فرصة. قام محمد ممدوح لاحقًا بإخراج أحد مشاريعه عن طريقة مؤسسة أخرى – تابعة لوزارة الثقافة على ما أعتقد – ربما لأن المشروع الذي كان قد قدمه لهم له أهمية أكبر لديه. آيتن كانت واضحة من البداية، إعتذرت وإنتهى الأمر، وبالتالي تمكنت من توزيع قيمة إنتاج فيلمها على المخرجين الباقين. وهذا ما لم أتمكن من القيام به مع منحة محمد ممدوح.
وبهذا إستقر الوضع على مشاريع المخرجين الثلاثة المتبقين، والذين تصادف كونهم الثلاثة سكندريين. تفاوتت درجات المتاعب في مراحل التنفيذ المختلفة مع الجميع. كان للمكتبة نفسها نصيبها المحدود في التسبب في المشاكل، فلقد تأخر تسليم المنح لمستحقيها بعض الوقت مما أدى إلى تأخير التصوير عند بلال وشريف. ولكن يجب التوضيح هنا ما لمست من سلبيات كبيرة في قدرة تعامل المخرجين الثلاثة مع "مؤسسة" بالإضافة إلى عدم قدرة بعضهم على تقدير أمور بسيطة تتعلق بإخراج أعمالهم. أعتقد أن هذا شئ إيجابي من جهة، وهي جهة التذكير بإمكانيات كل شخص. فيجب علينا دائمًا، كمجموعة عاملين في هذا المجال في الإسكندرية، أن ندرك الإيجابيات والسلبيات عند كل فرد وبالتالي نستطيع توظيف كل شخص بالطريقة المناسبة.
بلازا في حد ذاته ليس أكثر من مشروع – محدود بمكان تصوير أفلامه وطبيعته الخاصة – يطمح أن يكون مساحة جديدة تخدم صانعي الأفلام الشباب في مصر وبشكل خاص في الإسكندرية. لا يطمح المشروع للتنافس مع آخرين، بل يطمح للتكامل مع المؤسسات الأخرى. وربما يكون حافزًا لآخرين لضخ بعض الفرص في هذا المجال الذي مازال في طور النمو.
تحدد ميعاد العرض لأفلام بلازا، ليلة الحادي عشر من نوفمبر ٢٠٠٩، أتمنى أن يعقب العروض مناقشات ثرية عن التجربة وعن الأفلام وعن مستقبل الإسكندرية
قام مركز الفنون بصناعة "بلازا"، وأتكلم هنا من موقعي كمشرف مباشر على المشروع. كاد المشروع أن يجهض في أكثر من مرحلة. لم يكن الأمر يسيرًا كما توقعت. تعرفت على الكثير من طبائع فناني "السينما المستقلة – وسط البلد – الإسكندرية – المسرح – القاهرة". هناك أيضًا الكثير من الصفات التي تأكد لي أنها أصيلة فينا ومن الصعب تغييرها. كان قد تم الإعلان عن المنحة في إطار أنه سوف يتم إنتاج خمسة أفلام بتمويل من المكتبة (أربعة آلاف جنيه كحد أقصى لكل فيلم). تطور الأمر إلى أن الناتج الآن هو إنتاج ثلاثة أفلام فقط (خمسة آلاف جنيه لكل فيلم). حدث هذا بعد أن إعتذر كل من آيتن أمين ومحمد ممدوح عن مشروعيهما لإرتباطهما بمشاريع أخرى يبدو أنها كانت أكثر أهمية بالنسبة لهما. لا يمكنني أن ألوم أي منهما عن الإعتذار ولكن يمكنني أن أسجل أن محمد ممدوح لم يكن واضحًا بالقدر الكافي حتى النهاية مما أدى إلى تعطيل المشروع إلى حد ما، وقد قام هذا بتضييع الفرصة على مخرجين آخرين كان من الممكن أن يستفيدوا. ربما هي ميزة يتسم بها الكثير منا، نقوم "بتعليق" جميع الفرص المتاحة حتى تستقر. يكون هذا ضامنًا ألا نخسر أي فرصة في نفس الوقت الذي يضمن لنا فيه أن نأخذ أفضل فرصة. قام محمد ممدوح لاحقًا بإخراج أحد مشاريعه عن طريقة مؤسسة أخرى – تابعة لوزارة الثقافة على ما أعتقد – ربما لأن المشروع الذي كان قد قدمه لهم له أهمية أكبر لديه. آيتن كانت واضحة من البداية، إعتذرت وإنتهى الأمر، وبالتالي تمكنت من توزيع قيمة إنتاج فيلمها على المخرجين الباقين. وهذا ما لم أتمكن من القيام به مع منحة محمد ممدوح.
وبهذا إستقر الوضع على مشاريع المخرجين الثلاثة المتبقين، والذين تصادف كونهم الثلاثة سكندريين. تفاوتت درجات المتاعب في مراحل التنفيذ المختلفة مع الجميع. كان للمكتبة نفسها نصيبها المحدود في التسبب في المشاكل، فلقد تأخر تسليم المنح لمستحقيها بعض الوقت مما أدى إلى تأخير التصوير عند بلال وشريف. ولكن يجب التوضيح هنا ما لمست من سلبيات كبيرة في قدرة تعامل المخرجين الثلاثة مع "مؤسسة" بالإضافة إلى عدم قدرة بعضهم على تقدير أمور بسيطة تتعلق بإخراج أعمالهم. أعتقد أن هذا شئ إيجابي من جهة، وهي جهة التذكير بإمكانيات كل شخص. فيجب علينا دائمًا، كمجموعة عاملين في هذا المجال في الإسكندرية، أن ندرك الإيجابيات والسلبيات عند كل فرد وبالتالي نستطيع توظيف كل شخص بالطريقة المناسبة.
بلازا في حد ذاته ليس أكثر من مشروع – محدود بمكان تصوير أفلامه وطبيعته الخاصة – يطمح أن يكون مساحة جديدة تخدم صانعي الأفلام الشباب في مصر وبشكل خاص في الإسكندرية. لا يطمح المشروع للتنافس مع آخرين، بل يطمح للتكامل مع المؤسسات الأخرى. وربما يكون حافزًا لآخرين لضخ بعض الفرص في هذا المجال الذي مازال في طور النمو.
تحدد ميعاد العرض لأفلام بلازا، ليلة الحادي عشر من نوفمبر ٢٠٠٩، أتمنى أن يعقب العروض مناقشات ثرية عن التجربة وعن الأفلام وعن مستقبل الإسكندرية