Wednesday, October 14, 2009

عن الدورة الأولى من مشروع بلازا

إنتهينا من الدورة الأولى من مشروع "بلازا" الذي إبتكره مركز الفنون – بمكتبة الإسكندرية – ليكون بمثابة حلقة جديدة في سلسلة صناعة الأفلام في الإسكندرية. كان الأخ فايز، مؤسس مركز الجزويت الثقافي ومسرح الجراج، قد قام بدور فارق في تاريخ الإسكندرية. وكلمة "تاريخي" ليس بها أدنى مبالغة هنا، فيمكننا أن نستشف نفس الرأي تقريبًا من المقالة التي أهدانا إياها الكاتب علاء خالد في صدر هذه المدونة. لقد كان الأخ فايز يستشرف المستقبل، فلم يكتف الرجل بتأسيس "أكاديمية" لتعليم "الحرفة"، بل أنه بعد تخرج الدفعة الأولى قام بالإعلان عن منحة لصناعة فيلم واحد روئي قصير، والتي إستفاد منها محمد رشاد وصنع "ماكسيم". فالأمر إذًا لا يقتصر على "نزوة" ما ألحت في وقت معين، بل أن الأمر كان هاجس عنده يدفعه دائمًا للإبتكار وبالتالي خلق فرص لمهتمين، قد يتحولوا إلى هواة ثم محترفين. ويكون من شأنهم أن يصنعوا – غير أعمالهم – جمهورًا لنوعية جديدة من الفنون. رحمه الله. إستمرت الرحلة في غياب الأخ فايز، وطرأ عليها تعديلات وتحويرات، وكان آخر الأحداث في هذا السياق العرض الأول لفيلم المخرج محسن عبد الغني "قرار إزالة" يوم الجمعة، ٩ أكتوبر ٢٠٠٩، بمسرح الجراج. “قرار إزالة" هو مشروع تخرج محسن عبدالغني كمخرج، لكنه كما أوضح المسئولون عن الورشة في تلك الأمسية أنه أيضًا مشروع تخرج مير تصويره كمدير تصوير (أحمد غنيمي) ومونتيرته كمونتيرة (بري معتز) إلخ. إذا فقد تغير الأمر. يمكننا أن نختلف أو نتفق حول هذا التغيير ونتكلم عن نوعية المدرسين الذين قاموا بصناعة الورشة الجديدة ونتناقش حول جدوى الحزم عندما يأت الأمر إلى كسر الموعد النهائي. ولكن لن نختلف أبدًا حول أن هناك تغيير قد حدث بالفعل، وبالتالي يمكننا رصد ما النتائج المتوقعة.

قام مركز الفنون بصناعة "بلازا"، وأتكلم هنا من موقعي كمشرف مباشر على المشروع. كاد المشروع أن يجهض في أكثر من مرحلة. لم يكن الأمر يسيرًا كما توقعت. تعرفت على الكثير من طبائع فناني "السينما المستقلة – وسط البلد – الإسكندرية – المسرح – القاهرة". هناك أيضًا الكثير من الصفات التي تأكد لي أنها أصيلة فينا ومن الصعب تغييرها. كان قد تم الإعلان عن المنحة في إطار أنه سوف يتم إنتاج خمسة أفلام بتمويل من المكتبة (أربعة آلاف جنيه كحد أقصى لكل فيلم). تطور الأمر إلى أن الناتج الآن هو إنتاج ثلاثة أفلام فقط (خمسة آلاف جنيه لكل فيلم). حدث هذا بعد أن إعتذر كل من آيتن أمين ومحمد ممدوح عن مشروعيهما لإرتباطهما بمشاريع أخرى يبدو أنها كانت أكثر أهمية بالنسبة لهما. لا يمكنني أن ألوم أي منهما عن الإعتذار ولكن يمكنني أن أسجل أن محمد ممدوح لم يكن واضحًا بالقدر الكافي حتى النهاية مما أدى إلى تعطيل المشروع إلى حد ما، وقد قام هذا بتضييع الفرصة على مخرجين آخرين كان من الممكن أن يستفيدوا. ربما هي ميزة يتسم بها الكثير منا، نقوم "بتعليق" جميع الفرص المتاحة حتى تستقر. يكون هذا ضامنًا ألا نخسر أي فرصة في نفس الوقت الذي يضمن لنا فيه أن نأخذ أفضل فرصة. قام محمد ممدوح لاحقًا بإخراج أحد مشاريعه عن طريقة مؤسسة أخرى – تابعة لوزارة الثقافة على ما أعتقد – ربما لأن المشروع الذي كان قد قدمه لهم له أهمية أكبر لديه. آيتن كانت واضحة من البداية، إعتذرت وإنتهى الأمر، وبالتالي تمكنت من توزيع قيمة إنتاج فيلمها على المخرجين الباقين. وهذا ما لم أتمكن من القيام به مع منحة محمد ممدوح.

وبهذا إستقر الوضع على مشاريع المخرجين الثلاثة المتبقين، والذين تصادف كونهم الثلاثة سكندريين. تفاوتت درجات المتاعب في مراحل التنفيذ المختلفة مع الجميع. كان للمكتبة نفسها نصيبها المحدود في التسبب في المشاكل، فلقد تأخر تسليم المنح لمستحقيها بعض الوقت مما أدى إلى تأخير التصوير عند بلال وشريف. ولكن يجب التوضيح هنا ما لمست من سلبيات كبيرة في قدرة تعامل المخرجين الثلاثة مع "مؤسسة" بالإضافة إلى عدم قدرة بعضهم على تقدير أمور بسيطة تتعلق بإخراج أعمالهم. أعتقد أن هذا شئ إيجابي من جهة، وهي جهة التذكير بإمكانيات كل شخص. فيجب علينا دائمًا، كمجموعة عاملين في هذا المجال في الإسكندرية، أن ندرك الإيجابيات والسلبيات عند كل فرد وبالتالي نستطيع توظيف كل شخص بالطريقة المناسبة.

بلازا في حد ذاته ليس أكثر من مشروع – محدود بمكان تصوير أفلامه وطبيعته الخاصة – يطمح أن يكون مساحة جديدة تخدم صانعي الأفلام الشباب في مصر وبشكل خاص في الإسكندرية. لا يطمح المشروع للتنافس مع آخرين، بل يطمح للتكامل مع المؤسسات الأخرى. وربما يكون حافزًا لآخرين لضخ بعض الفرص في هذا المجال الذي مازال في طور النمو.

تحدد ميعاد العرض لأفلام بلازا، ليلة الحادي عشر من نوفمبر ٢٠٠٩، أتمنى أن يعقب العروض مناقشات ثرية عن التجربة وعن الأفلام وعن مستقبل الإسكندرية



4 comments:

  1. نبيل

    اتفق معك على وجود جانب من المشاكل صادر من مخرجى مشروع البلازا باعتبارى شاهد ومتورط فى الحدث ، كما احترم عدم نكرانك ان المكتبة لها نصيبها المحدود من هذه المشاكل ، كتأخير صرف الميزانيه والذى تسبب فى اعتذارات كثيره من كرو وكاست تم تغييرهم كثيرا بسبب تأجيل ميعاد التصوير ، اود ان اذكر هنا مثلا اننى حتى كصانع للفيلم فقدت القدره على حمله بنفس الشكل لفترة طويله ، واجريت تعديلات جوهريه، كانت نابعه من اننى كمثل اى شخص اتطور خلال شهور فى افكارى ، وبالتالى فأن العمل على فيلم لفترة تأجيل طويله فى التنفيذ سوف يصيبه مباشرة بطور التغير .
    ايضا احب ان اسجل وانت زميل ورشه وتدرك تفاصيل بناء شخصيه فنيه لاى من كل واحد فينا كيف كانت تتم والى درجه نضجت ، احب ان اسجل انه من الصعب ان يتآمر احد على نفسه فى انجاز فيلمه، لأننا ببساطه نتعرض لضغوط رهيبه فى انجاز دقائق قليله من فيلم قصير وسط المناخ اللدن من كرو وكاست وبدائل انتاجيه لايصعب المرور منها سالما،واتذكر ان حديثا دار بينى وبين ومارك وشريف قبل التحضير للافلام، اننا رغبنا فى صنع افلام بدون صدامات ،لكى يتكرر مشروع البلازا ثانيه مع اشخاص اخرون فى المستقبل دون ان نترك انطباع سيء للمكتبه قد يؤثر على المضي فى تكرارمشروع البلازا ثانية لأخرون ، لاننى ان مشروع البلازا كما ذكرت وان لم يكن يأتى ليكون بديلا لشيء، فأنه بوجوده ستتجه مؤسسات اخري للعمل على دعم الفنانين .
    شكرا جزيلا

    بلال

    ReplyDelete
  2. يمكننا مراجعة هيثم ذكي للتأكد من أن مانعه في العمل معك كمدير تصوير يا بلال هو تأخر صرف الميزانية من المكتبة وليس شئ آخر. كما سوف يسعدني أن يسمح لي بنشر السيناريو الذي تقدمت به للمنحة حتى يتسنى للمتابعين المقارنة بينه وبين فيلمك الذي صنعته بالمنحة. سوف يدرك المشاهد أنك قد حصلت على المال اللازم بسيناريو معين وصنعت سيناريو آخر، ثم عدت - بنذالة - للسخرية من فكرة التقدم بسيناريو من أجل منحة إخراج فيلم. بلال، لولا كوننا زملاء في ورشة واحدة لإستخدمت كلمات أكثر دقة في وصف تصرفاتك. لطفًا فلتصمت

    ReplyDelete
  3. الاستاذ نبيل
    لا يحق لك سبي علنا او بشكل منفرد ونعتى بالنذاله، لان ذلك خروج عن اللياقه ، كما اننى لااعرف الكلمات الاخري التى هى اكثر دقه لكى تصفنى بها، وكمان بتطلب منى انى اصمت ، بسم الله ما شاء الله ، ربنا يحميك.

    ثانيا:
    لو راجعت هيثم زكى ،هتعرف انى اعتذرت له لان الشيراتون التابع للبلازا بعدما وافق على التصوير فيه ، قام بالرفض قبل التصوير بيوم واحد ، كما انك لاتعرف قائمة اعتذارات الممثلين والمونترين ومديري التصوير التى تمت بسبب تأخر الميزانيه .
    اما بخصوص اتهامك بأننى اخدت ميزانيه سيناريو لعمل سيناريو اخر ، فذلك غير منطقى ، فلماذا لا انفذ السيناريو الذى قمت بأرساله للمنحة ،ولماذا ارسلته من الاساس ، هل يعقل اننى اخطط لعمل فيلم اخر، طب ليه مبعتش السيناريو الاخر للتقدم للمنحه من الاول ، الحقيقه كما اخبرتك ان السيناريو الاول ظل معى لفترة طويله جدا بدون تنفيذ بسبب تأخر الميزانيه ، فقمت بتطويره نظرا لنظرية التطور ، وانا لست فى حاجه لنشر السيناريو الاول والسيناريو فى صورته الاخيره ، ولست فى حاجه لارسال المتريال لكى تعرف اننى صورت مشاهد وقمت بحذفها فى المونتاج ، يصبح الحديث معك كأننى اتحدث الى موظف اداري ،وذلك صحيح جدا
    اما عن حديثك عن اننى قمت بالسخريه من فكرة التقدم بسيناريو من اجل منحة اخراج ، فالذى طرح الفكرة هو صاحب بلوج كاشا ،والذى اقترح ان تكون المنح عند مؤسسات اخري فى الاسكندريه تقوم على تقديمها لمخرج بدلا من الاعتماد على تقديم سيناريو جيد لمخرج ، ولم يطرح شكلا اخر ، فقط نوه على طريقه ما لتقديم المنحه لكى يتسنى لمخرجين افضل لا يجدوا سيناريوهات جيده فى الطريق لكى يقوموا بتقديمها ، وهذه الفكرة لا يمكن يا نبيل ان تتهم احد فيها بالنذاله ، ببساطه لان ذلك غير لائق وببساطه اكثر لانك تتهمنى بها ،وان كنت انا مؤمن بها فأننى اقوم بطرح تصور ، ولم اقم _مثلما يحلو لك _ بسبها او تشويه مشروع البلازا ، ولاحظ ان طرح الفكرة يطولنى بشكل اساسي لاننى حصلت على المنحه ، وان كنت اتصف بالنذاله لقلت ان المنحه ذهبت الي من يستحقها ، ولم اقم بطرح فكرة بديله .
    اخيرااشكرك على انك عملت خاطر كوننا زملاء ورشه واحده، لأن لولا ذلك لكنت تماديت فى السباب والقذف

    فلتحفظ لسانك

    بلال

    ReplyDelete
  4. نصحني بعض العقلاء بأن أصمت أنا
    فليكن ولو بشكل مؤقت

    ReplyDelete